تعطي المفوضية الأوروبية اليوم مبادرتها العالمية “الباب العالمي” (Global Gateway) شكلها وروحها كردٍ على البرنامج الصيني ” حزام وطريق”. فوفقًا للمقترح الذي تمّ تسريبه إلى صحيفة فايناشل تايمز، سينفق الاتحاد الأوروبي 300 بليون يورو حتى عام 2027 في أعمال بنى تحتية ومشروعات أخرى في بلاد خارج أوروبا.

موارد البرنامج ستأتي من الموازنة الاتحادية والدول الأعضاء والمؤسسات المالية الأوروبية مثل البنك المركزي للاستثمارات وبنوك وطنية تنموية. علاوةً على ذلك ” سيحاول الاتحاد الأوروبي أن يوظف تمويلاً ومعلومات مختصة من القطاع الخاص، وسوف يدعم الوصول الى تمويل قابل للحياة”، وفقًا لوثيقة تستند إليها الصحيفة البريطانية.

وتقول الوثيقة إنه ” عبر توفير خيار إيجابي لتنمية البنى التحتية العالمية، فإن مبادرة الباب العالمي سوف تستثمر في الاستقرار الدولي وفي التعاون وسوف تظهر كيف أن القيم الديمقراطية تتيح الثقة والمعاملة العادلة، والقابلية للحياة للشركاء وفوائد على المدى البعيد للناس في العالم”.

ميكائيل كلاوس، ممثل ألمانيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي وسفير سابق في الصين علق قائلاً: ” يمكن لمبادرة الباب العالمي أن تحول الاتحاد الأوروبي إلى لاعب جيوبوليتيكي أكثر فعالية”. وقال ” بالنسبة لكثير من الدول التي ستصبح شريكة للمبادرة، فتقديم علاقة تعاون متساوٍ تقوم على قواعد وقيم سوف يكون حلًا بديلًا جذابًا بدلًا من ” الحزام والطريق”. (المبادرة الصينية).

دور برلين

برلين لعبت دورًا مهما في ترقية مطامح الاتحاد الأوروبي في المجال المذكور. المشروع السابق للباب العالمي المسمّى “استراتيجية الاتصال” التي عملت عليها المبادرة الأوروبية للنشاط الخارجي، صارت حبيسة بيروقراطية بروكسيل. ومع دعم حكومة ميركل، وفي إطار تعزيز الثقل الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي، قررت أورسولا فوندر لاين أن تتولى المشروع بيديها. وقد أخبرت منذ شهر يناير الماضي سفراء الدول الأعضاء أنها ستقوم بالمبادرة بنفسها.

في شهر سبتمبر وفي حديثها عن حالة الاتحاد، قالت فوندر لاين ” نطمح إلى تحويل مبادرة الباب العالمي إلى شعار ذي مصداقية في جميع أنحاء الكوكب” ونشكّل تحالفات ” مع بلادٍ من جميع العالم”. “نريد أن نشكل روابط، لا أن نمدد الارتهان” كما قالت فوندر لاين. وأضافت ” لقد أوضحنا نيتنا في أن نمول طرقات. لكن ليس من المنطقي أن تنشئ أوروبا طريقًا ممتازًا يصل بين منجم النحاس الصيني ومرفأٍ ملكيتُه صينية”.

صد التأثير الصيني دون استفزاز بكين

وستهتم المبادرة الأوروبية بأشغالٍ في أفريقيا ووسط آسيا وأمريكا اللاتينية حيث للصين بصمة استثمارية هامة. يُذكر أنه في قمة ” جي7″ في شهر يونيو، أعربت مجموعة الدول الغنية عن دعمها لمخططات صدّ التأثير الاقتصادي الصيني في دول العالم النامية.

تقديرات بروكسيل هي أن مبادرة أوروبية يمكن أن تجذب دولاً كثيرة تريد تخفيف ارتباطها بالصين دون أن تتسبب بردة فعل قوية من بكين بتوجهها نحو الولايات المتحدة. بالتوازي مع ذلك، ثمة أمل أنّ ردة فعل الصينيين على مبادرة الباب العالمي سوف تكون أقل حدة مما لو كانت موجهة ضد المحاولات الأمريكية المشابهة.

هناك عاملان يُعتبران حاسمين لنجاح المشروع: الإرادة السياسية للدول الأعضاء للمساندة، وكيفية إدارته (كيف سيجري اتخاذ القرارات حول أي المشروعات سيتم تمويلها وأين، ما الدور الذي سيلعبه القطاع الخاص، وغير ذلك).

المصدر: الصحافة اليونانية

اترك تعليقاً