صورة من مرفأ بيريوس- أوروبا الآن.

.

الصين لم تتحول إلى حامٍ للاقتصاد اليوناني

أقام معهد العلاقات الاقتصادية الدولية الأسبوع الماضي مؤتمرًا عبر الشبكة العنكبوتية بعنوان ” الصين، النظام الدولي والعلاقات الصينية اليونانية”.

تحدث في المؤتمر كلٌ من السيدة آنا ذياماندوبولو رئيسة الشبكة للإصلاح في اليونان وأوروبا والمفوضة الأوروبية السابقة، وفاسيليس كوستيس السفير السابق، إضافة إلى بلامين توندسيف رئيس قسم الدراسات الآسيوية في المعهد، فيما أدار الجلسة رئيس المعهد الأكاديمي خارالامبوس تسارذانيذيس.

استثمار توسعي

تحدثت السيدة ذياماندوبولو عن ما أسمته النشاط الاستثماري التوسعي للصين في عدة بلاد، وقالت إنه يعمل ب “فروع” بحضور شركات تابعة للدولة بعمالٍ صينيين، لا باستثمارات من النوع التقليدي فالصين لا توفر التقنية وليس لديها معرفة كيفية الإنتاج لخلق قيمة مضافة إلى الدولة المستضيفة للاستثمارات الصينية وبالتالي توجد حالة استفادة متبادلة للطرفين.

وأضافت ذياماندوبولو إن الاتحاد الأوروبي يدرس احتمال اللجوء إلى سياسات حماية ضد الصين إذ إن سوقها لا يعمل بالشروط نفسها، وقالت إن لدى أوروبا خيارين بديلين وهما فرض ضرائب استيراد أو طلب المواصفات نفسها على المنتجات المستوردة من الصين.

وقالت إن استثمار شركة “كوسكو” الصينية في ميناء بيريوس ربما لا يكون الأمثل، لكنها مناسبة، فيما هناك موضوع هائل بشأن الثقة بشأن المعلومات الإحصائية التي توفرها الشركة. وأضافت أنه في حال طلبت الولايات المتحدة من اليونان قطع العلاقات مع الصين أو تجميدها، فعلى اليونان أن تقيّم الفوائد لمصلحتها الوطنية في عمق زمني وأن يكون لها موقف وطني بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي.

مبادرة حزام وطريق

أما فاسيليس كوستيس فقد شدد على أن احتمال قيام حرب باردة جديدة على شكل تنافس حاد بين الولايات المتحدة والصين هو احتمال غير منظور. وقال إن مبادرة ” حزام وطريق” الصينية تشكل هدفًا جيوبوليتيكيًا لكنها تبقى المبادرة الوحيدة للصين خلال السنوات العشر الأخيرة، وهي تعمل في إطار القوة الناعمة بهدف توسيع تأثير الصين في شرق أوروبا ووسط آسيا. وقال إن المناطق الأساسية التي سجلت نجاحًا في إطار المبادرة هي ميناء بيريوس في اليونان وقناة السويس عبر إنشاء حزام اقتصادي وتجاري واسع فيها.

شراكة لمصلحة طرف واحد

أما بلامين توندسيف فقد أشار إلى أن المطامح بشأن العلاقات الاقتصادية الصينية اليونانية جرى تكذيبها إذ إن الصين لم تتحول إلى ” منقذ ” للاقتصاد الصيني. وقال إنه قبل بضع سنوات كان هناك انطباع أن الصين سوف تملأ اليونان باستثمارات صينية، والتي هي اثنان فقط. وأوضح أنه في عام 2016 تم توقيع اتفاقية ثانية في بيريوس تسلمت شركة “كوسكو” الصينية بموجبها إدارة المرفأ الكلية. وفي الوقت نفسه يجني الجانب الصيني أرباحًا طائلة من استثمار “كوسكو” إذا فكر المرء في قيمة المنتجات الصينية التي يتم استيرادها عبر مرفأ بيريوس إلى السوق الأوروبية.

وقال بلامين إن طاقة مرفأ بيريوس ارتفعت من 700.000 حاوية عام 2008  إلى 5.5 ملايين حاوية عام 2021 وهذا يعترف به الجميع، مستدركًا أنه يجري الاهتمام بهذا المؤشر وحده وهو يشير إلى نجاح الشركة الصينية دون الالتفات إلى استفادة الاقتصاد اليوناني. وبالتالي، هناك موضوع مهم وهو إلى أي مدى تضمن الاتفاقية التي تم توقيعها على 2016، مكاسب هامة للجانب اليوناني.

المصدر: معهد العلاقات الاقتصادية الدولية  

اترك تعليقاً