تطور هام فيما يخص سياسات الطاقة في شرق المتوسط جاء يوم أمس، إذ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في وثيقة أصدرها البيت الأبيض أن الخط المذكور ليس قابلاً للحياة من ناحية اقتصادية، وغير متوافق مع سياسة التحول الأخضر، كما أنه يتسبب بقلاقل. لكن واشنطن تابعت قائلة إنها تدعم خطة وصل اليونان وقبرص والكيان عبر خط للتيار الكهربائي.

الموقف الأمريكي له أهميته لأن تركيا تعترض على المشروعين معًا. وتقول أنقرة إن الأنبوب يمرّ عبر المنطقة التي حددتها باسم ” الوطن الأزرق”.

مشروع سياسي وصعوبات عملية

كان معلومًا منذ البداية لدى جميع الجهات التي انخرطت في مشروع إيست ميد أنه مشروع سياسي تصاحبه مشكلات كثيرة. درجة الصعوبة أصبحت أكبر ابتداء من اللحظة التي أعلنت فيها الشركات الضالعة نيتها إرسال الغاز الطبيعي إلى مصر لتحويله إلى سائل، ومن هناك يتمّ تصديره إلى غرب أوروبا، فيما تطمح اليونان في لعب دور مصيري في هذه المرحلة عبر المحطة التي يتم إنشاؤها في مدينة أليكساندروبولي شمال البلد.

الولايات المتحدة أبلغت السفارة اليونانية في واشنطن أنها ترى أن مشروع إيست ميد غير مجدٍ اقتصادًا، وغير قابل للحياة في مرحلة التحول الأخضر.

تأييد مشروع الربط الكهربائي المعارض لطموحات أنقرة

لكن يبقى مهمًا أن واشنطن لا تزال تؤيد مشروع الوصل الكهربائي بين اليونان وقبرص والكيان، وهو المشروع المسمى “Eurasia Interconnector”، فهذا المشروع يتوافق مع المصالح اليونانية لإن واشنطن بهذا تؤيد مشروعًا “يحطم” مخططات الوطن الأزرق، أي الاستراتيجية الأساسية لأنقرة، التي تهدد بعرقلة أي مشروع يمرّ عبر المناطق التي تحددها.

إضافة إلى عدم تأييد خط إيست ميد، أدانت الوثيقة الأمريكية ما سمته محاولات أنقرة التشويش على عمليات التنقيب ” المتوافقة مع القانون الدولي”، وتقوم بها سفينة “نوتيكال جيو”. ومن الواضح أنه ” تمّ إبلاغ تركيا أن إجراءاتها تلك غير مقبولة واستفزازية”.

في المقابل تعرب الوثيقة عن إشكالية حول سبب عمليات البحث لخط إيست ميد، فيما تعلم الحكومات أنه غير قابل للحياة.

المصدر: الصحافة اليونانية.

اترك تعليقاً