تحدثت صحيفة كاثيميريني اليونانية (يمين الوسط) عمّا أسمته حربًا غير مرئية بين اليونان وتركيا في مجال الاقتصاد والاستثمارات تجري في المدة الأخيرة في البلقان. وقالت إن أحد أهم أهداف حكومة ميتسوتاكيس هو عودة اليونان إلى المنطقة، بعدما تقلص تأثيرها بشكل واضح خلال سنوات الأزمة الاقتصادية وخلال المدة ما بين 2015 و2019.

وقالت الصحيفة الموالية للحكومة إن اليونان ما بين 2000 و2015 كانت أكبر مستثمر أجنبي في ألبانيا وكانت تحتل بثباتٍ المركز الأول بين الدول المستثمرة في جارتها الشمالية.  وخلال هذه السنوات تمّ تنفيذ استثمارات هامة جدا في مجالات الاستثمار الألبانية الرئيسة مثل القطاع المصرفي والاتصالات والإنشاءات وخدمات التعليم والخدمات القانونية والقطاع الصحي.

على عكس ذلك، فخلال المدة ما بين 2015 – 2019 تراجعت أثينا إلى المرتبة الثامنة، بمجموع استثمارات يصل الى 500 مليون يورو، إذ انسحبت من ألبانيا خمسٌ من أكبر الاستثمارات اليونانية، اثنتان من القطاع المصرفي (البنك الوطني وبنك بيريوس) وواحدة من القطاع الصحي (مستشفى إييا) وواحدة من القطاع التعليمي (نيويورك كوليج) ومن قطاع الاتصالات (شركة أوتيه/ تيليكوم ألبانيا). وتجري اليوم عملية بيع آخر مصرف يوناني في ألبانيا وهو مصرف (ألفا بنك).

وتحاول أثينا في العام الأخير أن تعدل مسيرة تراجعها الاقتصادي في ألبانيا. ففي العام 2020 ازداد مجموع استثماراتها بنسبة 6% مقارنة بالعام 2019، ليصل إلى مبلغ 530 مليون يورو، لتحوز على ما يساوي 6% من مجموع الاستثمارات الأجنبية في ألبانيا.

وتقول كاثيميريني إن القطاعات التي تعطي فرصًا للتعاون بين الطرفين هي الطاقة لا سيما الطاقة البديلة، وقطاع الإنشاءات والبنى التحتية ومواد البناء والقطاع الزراعي والمواد الغذائية والكحول ومنتجات التقنية المتقدمة، والأدوية وخدمات الصحة والنقل. وتعد اليونان اليوم ثالث بلد مصدر إلى ألبانيا، فيما تسعى أثينا إلى زيادة نشاطها هناك.

تركيا المنافسة

في الأثناء تقوم تركيا بمحاولة مماثلة للاستثمار في البلقان تصفها كاثيميريني بمحاولة تشكيل ” قوس إسلامي”. ونقلت عن وزير التجارة التركي ك. بيكان قوله بدايات العام الجاري إن تركيا تريد تعزيز الروابط التجارية والاستثمارية مع الدول الجارة، وفي هذا الإطار بلغت الاستثمارات التركية في ألبانيا 1 مليار دولار. وتظهر فرص استثمارية في مجالات الصناعة والسياحة والتقنيات الزراعية والبنى التحتية.

وقبل عام كان السيد راما قد صرح أن ألبانيا لا يمكن أن تنتظر أي شيء آخر من أوروبا فيما يخص التجارة الحرة، بل على عكس ذلك سوف تقيّم آفاق التعامل مع أسواق شرقية، لا سيما تركيا. تلا ذلك افتتاح مستشفى مدينة فييري، وهو هدية من أردوغان.

وتنفذ اليونان سياسة شبيهة في مقدونيا الشمالية المجاورة. فخلال زيارة قريبة لنائب وزير الخارجية اليوناني ميلتياذيس فارفيتسيوتيس طلب رئيس الوزراء المقدوني زوران زائيف من جديد مساعدة اليونان في قطاع الطاقة والاستثمارات.

أضافت الصحيفة أن زائيف يريد أن تصبح شركة “إيجيان” عمود النقل الجوي في مقدونيا الشمالية، فيما يولي اهتماما خاصا بإعادة تشغيل خط النفط بين سالونيك وسكوبيه.

ويزور نائب وزير الخارجية اليوناني للدبلوماسية الاقتصادية والانفتاح، كوستاس فرانغويانيس، يزور صربيا أوائل شهر نوفمبر المقبل، في زيارة تتخذ الوجهة الدبلوماسية والاقتصادية نفسها.

المصدر: صحيفة كاثيميريني اليونانية

اترك تعليقاً