ركزت صحيفة “توفيما” اليونانية في تحليل لها على الاتفاقية الأخيرة التي عقدتها اليونان وبريطانيا. وقالت الصحيفة إن اليونان عقدت اتفاقية مع دولة هي عضو دائم في مجلس الأمن وحلف ناتو، وهي قوة نووية مثل فرنسا والولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة إن الاتفاقية اليونانية البريطانية التي تلامس مجالي الدفاع والدبلوماسية تأتي لكي تُضاف إلى اتفاقيتي أثينا مع فرنسا والولايات المتحدة. وإنه من الواضح أن اليونان قامت بهذه التحالفات وعينها على شرق المتوسط، وهي تسعى إلى تشكيل عوائق لصد العدوانية التركية.
كل هذا يجري فيما يتلاعب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأعصاب الغرب، ويشد الحبل كما بدا في قضية ترحيل السفراء العشرة رغم أنه تراجع في النهاية بعد مفاوضات مكثفة جرت وراء الكواليس.
المسألة القبرصية
وقالت “توفيما” إن تعميق العلاقات اليونانية البريطانية له علاقة مباشرة بالقضية القبرصية، إذ إن بريطانيا هي إحدى القوى الثلاث الضامنة لقبرص إضافة إلى اليونان وتركيا، وليس من المصادفة أن هذه الاتفاقية التي وقعها وزيرا خارجية البلدين سوف يتم تعزيزها بزيارة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إلى لندن أواسط شهر نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.
وقد تناول وزيرا خارجية البلدين ملفاتٍ تشمل الدفاع والحالة في البلقان، والعلاقات مع تركيا، وإن كان الملف الأخير لم يُصرَح به بوضوح علانية.
وزير الخارجية اليوناني نيكولاس ذيندياس قال عن محادثاته مع نظيرته البريطانية إيليزابيت تراس ” استطعنا كذلك أن نرى بنظرة مشتركة المشكلات التي تواجهنا في المسألة القبرصية وشرق المتوسط ومشكلات تطبيق قوانين البحار”.
في المقابل قالت الوزيرة البريطانية إن ” البلدين تتعهدان بالتعاون لنشر الاستقرار والأمن”، فيما يبدو الطريق مفتوحا لعقد اتفاقيات في مجالات منفصلة مثل الدفاع والدبلوماسية.
وقال الصحيفة اليونانية إن موقف بريطانيا له أهمية زائدة في الوقت الذي تتحرك فيه تركيا خارج إطار الأمم المتحدة بإصرارها على مطلب تشكيل دولتين في الجزيرة، فيما تجاوزت تهديداتها لقبرص بالحرب كل الحدود بعد أحداث 1974. وفي الوقت نفسه تقوم أنقرة بتعزيز تصلبها ونظراتها التوسعية في بحر إيجه.
وفي هذه المحاولات لدى أردوغان حليف مطيع هو الزعيم الاحتلالي للقبارصة الأتراك ” إيريسين تتار ” الذي يؤكد بإصرار موقف تركيا حول تشكيل دولتين في قبرص، ولا يتردد في التصريح باستفزاز أن تركيا يجب أن تبقى في قبرص وتحتفظ بجيشها المحتل هناك.
اتفاقيات وتحالفات عسكرية ودبلوماسية في شرق المتوسط
في هذا الإطار ومع الطاقة كمحرك، تكثف الحكومة اليونانية تحركاتها الدبلوماسية لتحصين جبهتها أمام الاستفزازات التركية. وهكذا، بعد الاتفاقية مع مصر لربط البلدين بكابلات طاقة كهربائية، يزور رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس المملكة العربية السعودية التي تتعاون مع اليونان في المجال الدفاعي (منظومات باتريوت وغيرها).
واختتمت الصحيفة قائلة إنه رغم أن ميتسوتاكيس لم يشر في أحاديثه العامة إلى المسائل الجيوبوليتيكية وعلى رأسها موقف تركيا في المنطقة، فمن الجدير بالإشارة أنه شدد على البعد الجيوبوليتيكي للاتفاقيات اليونانية في مجال الطاقة خلال انعقاد المجلس الأوروبي الأخير، مشيرًا إلى تركيا تشكل تهديدًا للاكتفاء الأوروبي في مجال الطاقة.
المصدر: صحيفة توفيما اليونانية.