دون شك يحمل اليونانيون ذكريات مريرة تجاه المستشارة ميركل وسياساتها. فميركل تعني لليونانيين سنوات من التقشف القاسي غيرت حياتهم وأدت إلى تحجيم القطاعين العام والخاص في اليونان بشكل كبير، وهو ما أضاف آلاف الموظفين اليونانيين إلى صفوف العاطلين عن العمل. كذلك يتهم جزء كبير من اليونانيين ألمانيا بالتربح من الأزمة الاقتصادية اليونانية وجني ملايين اليورو عبر استغلال تلك الأزمة.

كما يتذكر اليونانيون أن إدارة ميركل رفضت الدخول في أي حديث جدي عن مطالبات اليونان بتعويضات تدفعها لها برلين عن فترة الحرب العالمية الثانية جراء الخسائر التي أصيبت بها اليونان على أيدي الاحتلال النازي والديون التي أخذتها من اليونان في تلك المدة. وقد أصرت ميركل على اعتبار أن هذا الملف مغلق ولا يمكن فتحه من جديد.

يتذكر اليونانيون كذلك أن ميركل كانت من الداعمين لتسوية لم تعجب معظمهم مع جارتهم الشمالية التي أصبحت اليوم تعرف باسم “مقدونيا الشمالية”، تمهيدا لضمها إلى الاتحاد الأوروبي. هذا الحلّ أغضب النسبة الكبرى من اليونانيين الذين يرون أن اسم مقدونيا يجب أن لا يدخل في تسمية جارتهم الشمالية بأي شكل من الأشكال، وأنه كان يجب ممارسة الضغوط على جيرانهم الشماليين حتى يتخلوا تماما عن اسم مقدونيا قبل إجراء أي اتفاق معهم.

ويتذكر اليونانيون أن ميركل لم تقف معهم في صراعهم مع تركيا في بحر إيجه وشرق المتوسط. وقد سعت ألمانيا إلى فرض التهدئة بين البلدين وإعطاء فرصة للحوار، فيما يتهمها معظم اليونانيين بأنها كانت محابية للأتراك بشكل كبير، بل متواطئة معهم في مساعيهم للتمدد في المياه اليونانية والقبرصية. ولا يخفي اليونانيون انزعاجهم من صفقات السلاح التي جرت بين أنقرة وبرلين في فترة ميركل وكانوا يلمزون من قناة ألمانيا التي “تزود العدو التركي بالسلاح لمواجهة اليونانيين”.

كما يرى معظم اليونانيين أن موقف إدارة ميركل في ملف اللجوء كان على حساب بلدهم. فقد استقبلت برلين اللاجئين وفرضت بطريقة ما على أوروبا استقبالهم. ويرى اليونانيون اليوم أنهم يعانون تبعات ملف اللجوء بسبب الموقف الألماني.

سيكون من الصعب أن تجد يونانيًا يتحدث بمودة عن المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل التي أزعجت أوروبيين آخرين بسياساتها. ويبقى لدى اليونانيين أمل في الأحزاب المرشحة لتشكيل الإدارة الألمانية الجديدة التي أظهرت مواقف أكثر قربًا من أثينا وأكثر تشددًا مع أنقرة.  

المصدر: أوروبا الآن.

اترك تعليقاً