تطرق يوسي أرماني، سفير الكيان في أثينا إلى أهمية التشكيلات الثلاثية في المنطقة وإلى دور تركيا ومصر. وقال أرماني في مقابلة مع صحيفة كاثيميريني اليمينية إن مصر تكتسب دورًا محوريًا في مسيرة خطوط الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط. وقال إن تطبيع العلاقات بين الكيان وتركيا سيكون حدثًا إيجابيًا للمنطقة، ولن يؤثر على العلاقات التي تشكلت بين الكيان من جهة وأثينا ونيقوسيا من جهة أخرى.

عن مخرجات اللقاء الأخير بين قبرص واليونان والكيان قال أرماني إن المهم هو استمرار عمل الدول الثلاث لأجل السلام والاستقرار والأمن والرفاهية في الشرق الأوسط.

عن محاولات تركيا إصلاح علاقاتها مع دول مثل مصر والإمارات والكيان، قال إن إصلاح العلاقات بين أيٍ من هذه الدول والكيان لن يجعلها تحل مكان اليونان. وأضاف ” خلال السنوات العشرين الماضية شكلنا شيئًا ثابتا ومهمًا جدا. تركيا دولة مهمة في المنطقة. لن أقول  ” حتى الآن بالنسبة لإسرائيل”، يهمنا أن تكون لدينا علاقات أفضل، علاقات طبيعية مع تركيا. لا أريد أن أقول إنها مسؤولية تركية أو يعود لتركيا أن تبرهن عن حسن نواياها. لكن لأن لدينا تجربة معينة، سأقول إننا يهمنا تشكيل علاقات جيدة مع كل دولة من دول المنطقة. العلاقة الجيدة مع تركيا لن تحل مكان العلاقة التي لدينا مع اليونان. أظن أنه واضح جدًا.

اتفاقيات إبراهيم

وبخصوص ما يسمى اتفاقيات إبراهيم قال إن الكيان تحول في السنوات الأخيرة إلى دولة مهمة، أو “مرساة” استقرار وأمن وتنمية اقتصادية في المنطقة. وقال إن أهمية هذه الاتفاقيات هي أن دول المنطقة أدركت أنها لا تحتاج إلى شروط لتحسين أو بناء علاقة حسنة مع تل أبيب. وأضاف ” دون شك يجب حل القضية الفلسطينية. وحتى ذلك الحين يجب أن نتقدم في بناء علاقات طبيعية – وقد قمنا بذلك مع دول الخليج، البحرين والإمارات وكذلك مع المغرب والسودان. الباب مفتوح للجميع. العلاقات مهمة لأنها توفر الأمن للمنطقة. نحن نواجه تحديات مشتركة من الصحة حتى الاقتصاد حتى التنمية التقنية والبيئة. لدينا تقنيات يمكن تقاسمها. انظر الى الامارات كيف تستثمر في إسرائيل، ابتداءً من المشروع الذي ينقل الطاقة إلى تل أبيب والماء إلى الأردن. هذه بداية حقبة جديدة. فلنأمل أن نستطيع أن نسجل مزيدًا من التقدم. وأنا أرى دورًا لليونان في هذا التطور، لأنها ليست بعيدة جدًا وهي جسر نحو أوروبا، وكذلك باتجاه الشرق.

وحول إن كان يرى أن الإمارات العربية تزيد تأثيرها قال:” لا أرى لاعبين كبارًا في المنطقة. ” نحن جميعًا لاعبون متساوون. فكر في الأمر بطريقة الشطرنج. ليس هناك ملك ولا ملكة. كلنا بيادق. كل واحد له ميزات. هي علاقة أخذ وعطاء”.

مصر والغاز وميد إيست

وحول رأيه إن كانت مصر ستتحول إلى دولة محورية في مخزونات الغاز ما قد يغير مخططات خط “إيست ميد” قال إن مصر دولة مهمة في المنطقة للكيان، وكذلك لليونان والعالم العربي. وقال: ” مصر أصبحت واحدًا من أكبر زبائن الغاز الطبيعي الإسرائيلي.  لدينا خط يربط البلدين وآخر طور التجهيز. مصر يمكن أن تكون وسيطًا في العملية. لن أقول إن تحول مصر إلى محور للغاز الطبيعي بالنسبة للمنطقة ولأوروبا، سوف يحل مكان خط إيست ميد. السؤال هو مسيرة الخط. خط إيست ميد سوف ينفذ بطريقة أو بأخرى. في النهاية قبرص سيكون لديها خط سوف يوجه مخزونات حقل أفروديتي إلى مصر. هكذا تشكل مصر تقاطعًا مهما لجميع الخطوط، لجميع المبادرات. وكيفما كانت المسيرة، فمصر تبقى مركزية. لا أعتقد أنها تحل مكان أحد، بل تُصلح وتوفر حلاً بديلًا قابلاً للحياة لكي نتقدم في السنوات المقبلة”.  

المصدر: صحيفة كاثيميريني اليونانية

اترك تعليقاً