التعاون الوثيق بين تركيا وإسبانيا في قطاع برامج التسليح يحرك المياه في الاتحاد الأوروبي.

لا يشكَل تحالف بتصريحات وتأكيدات. درجة الحاجة والمصلحة تحدد المعطيات. هكذا هي اللعبة منذ عهد ثوكيذيذيس. ثم من هو ساذج لكي لا يفهم أن ” الحلفاء مهمون لديك، قدر ما أنت مهم لديهم”.

من الواضح أن تركيا مهمة لدى إسبانيا طالما أنها مستعدة لشراء أسلحة. ألم تكن تركيا من بين أكبر خمسة مشترين للأسلحة الإسبانية في العالم خلال عام 2019 ؟

ألم تكن إسبانيا واحدة من الدول التي اعترضت على مقترح فرض عقوبات أوروبية على تركيا، بما في ذلك مقترح لحظر بيع الأسلحة، بسبب الاستفزازات والتنقيبات غير القانونية في شرق المتوسط ؟

الإسبانيون يفكرون بمصالحهم ومؤسساتهم المالية المتداخلة بعمقٍ في الاقتصاد التركي.

هذا كله معروف. ليس هناك دوافع أو موانع أيديولوجية. مع راخوي أو سانشيز الحاجات هي نفسها. كل هذا معروف، كما هو معروف عن صفقات الألمان التسليحية. لا أعلم إن كانوا يعدّون الأمور المفرحة أخلاقية أو يعدون المصالح أمورًا عادلة، على كل حال، لم يتحرك الإسبانيون بشكل مختلف لا مع أثينا في شهور مايو، ولا مع أنقرة في شهر نوفمبر.

في الربيع الماضي “تكلم” صمت رئيس الوزراء الإسباني في مقر الحكومة اليونانية في أثينا، عندما تحدث رئيس الحكومة اليوناني عن ” تصرف تركيا”. وقبل أيام في أنقرة “تكلمت” صفقات السلاح التي كانت قيد الإعداد. أردوغان بالطبع يحتفل بهذا. رواية “العزلة” التركية تهتز. سباق التسلح بدأ للتو.

الإشكال ليس في ” عدم أخلاقية” إسبانيا أو ألمانيا. ففي لائحة التجارة العالمية، منذ قديم الزمان، لا تملأ الأخلاقية الصناديق. الإشكالية تكمن في الفراغ لدى سياسة الاتحاد الأوروبي.

المصدر: نفتيمبوريكي الاقتصادية

ترجمة: أوروبا الآن.

اترك تعليقاً