عندما سئلت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها “أنغيلا ميركيل” عن أصل لحظات حياتها السياسية التي استمرت 16 عامًا، أجابت بأنها سنوات الأزمة الأوروبية وبالتحديد حينما طلبت من اليونانيين أمورًا كثيرة.
فيما تودع ميركل المؤسسات الألمانية وفيما لم يعد شويبليه رئيس البرلمان الألماني، تأمل أثينا أن ترى سياسة مختلفة من الإدارة الألمانية الجديدة التي يبدو أنها سوف تتشكل من الديمقراطيين الاشتراكيين والخضر والأحرار الديمقراطيين. لكن الذين ينتظرون من الإدارة الجديدة في برلين تحولات واسعة سوف يصابون بخيبة أمل.
فالديمقراطيون الاشتراكيون كانوا في الحكومة منذ 2013 وبالتالي فهم مسؤولون عن موقف الحكومة في المدة الأكبر من الأزمة الاقتصادية. كما أن أولاف شولتز وهو خليفة ميركل المحتمل، كان مؤيدًا للسندات الأوروبية، لكنه لم يكن يهدف إلى تبذير أي رأس مال سياسي في موقف غير شعبي في بلده. على العكس من ذلك، خلال مدة الوباء، دون بروز شولتز في منصب وزير المالية، كان من الصعب اتخاذ قرار بخصوص صندوق الاسترداد.
الإدارة الجديدة
أمور كثيرة ستكون مرتبطة باختيار وزير المالية المقبل. فاختيار كريستيان ليدنير زعيم حزب الحزب الديمقراطي الحر سيشكل كارثة على أوروبا، لأن هذا السياسي الليبرالي هو بمثابة شويبليه مصغّر، دون أن تكون له رؤية أوروبية مثلما كان لشويبليه الذي كان لعنة على اليونان. على عكس ذلك فلو تولى السياسي من حزب الخضر روبيرت هامبيرك هذا المنصب، سيكون بإمكان أوروبا أن تتجنب السياسات المالية المتشددة التي اتخذتها الحكومات الألمانية السابقة.
في المواقف اليونانية يعد وجود الخضر إيجابيا لا سيما كشريك قوي للحزب الديمقراطي الاجتماعي في الحكومة المقبلة. الحزب البيئي كان قد أدان مرات عديدة السياسات المهادنة لرجب طيب أردوغان التي اتبعتها برلين حتى اليوم. وكان طلب تجميد بيع غواصات ألمانية إلى أنقرة وإنهاء الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا في مجال اللجوء.
كما كان الخضر خلال حملتهم الانتخابية قد وعدوا بلفتة سخية تجاه اليونان في ملف التعويضات التي تطلبها أثينا من برلين، لإظهار أن ألمانيا تأخذ بعين الاعتبار الواجب الأخلاقي الذي لا تزال تدين به لليونان منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم.
المصدر: الاعلام اليوناني