فاسيليس نيذوس

ربما يكون اضطراب الاقتصاد التركي شأنًا داخليًا للدولة الجارة، لكن التعامل السياسي معه يسبب إشكالًا معتبرًا لدى أثينا، إذ النماذج القريبة – على صعيد التصريحات الكلامية وغيرها- ربما تكون مثيرة للقلق.

في الأسابيع الأخيرة يستخدم وزير الدفاع لتركي خلوصي أكار وغيره من المسؤولين الأتراك لغة هجومية ضد اليونان، فيما ” في الميدان” كما يحلو لمسؤولين أتراك أن يصرّحوا، تمّ تسجيل كثير من الاستفزازات. من ناحية أثينا يتم تسجيل مرور مقاتلات تركية فوق جزر يونانية فقط، وكذلك خلال اليومين الماضيين ومع ذروة تدريبات “ميذوسا 11” بين اليونان وقبرص ومصر والإمارات ومع وجود مراقبين من فرنسا والهند والأردن والمغرب والبرتغال والسعودية.

كلما واجهت تركيا مشكلات داخلية أو في طرفها الشرقي (سوريا، العراق) فاحتمال انتقال هذه المشكلات نحو الغرب وارد.

للتذكير فإن المحاولة المنظمة لتوتير الأوضاع على حدود اليونان الشمالية في بدايات عام 2020 جاءت بعد 24 ساعة من الهجوم الدامي على الجنود الأتراك.

بعيدًا عن الجبهات الخارجية مثل بحر إيجه وشرق المتوسط، وإظهار صلابة تركيا في حالة قبرص – خاصة بالنسبة للنشاط في المنطقة الاقتصادية الخالصة – فإن احتمال حدوث اضطراب سياسي متزايد في الدولة الجارة يسبب مخاوف عميقة في ملف الهجرة واللجوء. تركيا تستضيف اليوم ملايين من اللاجئين والمهاجرين، فيما واجهت اليونان منذ 2016 موجة من الأتراك الذين غادروا بلدهم لأنهم – كأمر واقع – مطاردون لأسباب سياسية. هكذا يصبح مفهومًا أنه في حالة وقوع اضطراب داخلي في تركيا فإنه من غير المستبعد انطلاق موجة متوقعة من اللجوء في اتجاه اليونان.

الاضطراب في علاقات تركيا مع الغرب – خاصة مع الولايات المتحدة – يزيد القلق، رغم أنه من الواضح أن كثيرين يقدّرون أن أنقرة تستلم رسائل دعم غير مباشر، ولو عبر ممثلين. الاتفاقيات الأخيرة مع إسبانيا والوصول المتوقع لولي عهد الإمارات إلى أنقرة يتم استعمالها من قبل الحكومة كمؤشرات على أن تركيا لا تزال تشكل مقصدًا استثماريًا.

أمس وضع نائب وزير الخارجية ميلتياذيس فارفيتسيوتيس ملف الهجرة بشكل مباشر خلال مشاركته في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي ” مقابل أي محاولة لتكرار أحداث الماضي، مثل تلك التي عشناها في إيفروس – الحدود اليونانية التركية – عام 2020، سوف تجد اليونان مستعدة بقوة ومصممة مرة أخرى على حماية الحدود الأوروبية. هذا يجب أن يعرفه شركاؤنا وأن يصرحوا بدعمهم بشكل مسبق”، كما قال فارفيتسيوتيس.

صحيفة كاثيميريني

ترجمة: أوروبا الآن.

اترك تعليقاً