اختار المستشار الألماني الجديد بعد زيارته بروكسيل وباريس القيام بزيارة بولندا كخطوة ثالثة. بولندا ليست ثاني أكبر دولة مساحةً على حدود ألمانيا الشرقية وحسب، لكنها خسرت ملايين الضحايا والمعاقين والنازحين بسبب الغزو النازي خلال الحرب الكونية الثانية. الأهمية التي توليها الحكومة الألمانية بقيادة أولاف شولتز، تظهر كذلك في الاتفاقية الحكومية، حيث يذكر أن ” ألمانيا وبولندا ترتبطان بصداقة عميقة. سوف نعزز عمل القطاعات الاجتماعية للمواطنين مثل المؤسسة البولونية للشبيبة”.

زيارة شولتز وكذلك زيارة وزيرة خارجيته، روفقت بلوحات فنية رُفعت في شوارع وارسو من صناعة الفنان فويتسيك كوكوتس، تجمع أنغيلا ميركل والرئيس شتاينماير مع هتلر وغوبلز. يوم أمس أضيفت لوحة لشولتز مع عبارة ” مستشار ألمانيا. تعويضات لبولندا”. اللوحات مدفوعة الثمن من طرف وزارة الثقافة البولندية.

ملف دفع التعويضات تمّ طرحه على الطاولة في لقاء صحفي مشترك. رئيس الوزراء البولندي مارافييتسكي لم يرد أن يعلق على اللوحات، لكنه قال إن موضوع التعويضات تمّ طرحه خلال المحادثات وتحدث عن ” بحر من دموع أمهاتنا” وعن ” بحر دماء آبائنا” وعن ” الفرص الضائعة للتنمية في البلد”، وهي عبارات تشهد على الشحن العاطفي الواضح.

 الإسهامات الألمانية في الميزانية الاتحادية

شولتز ذكّر بموقف الحكومات الألمانية السابقة أي أن دفع تعويضات عن فترة الحرب العالمية الثانية هو موضوع مقفل من ناحية قانونية. ” لقد قمنا باتفاقيات لا تزال سارية وهي تنظم موضوعات من الماضي ورواسب التعويضات. رغم هذا فالحكومة الاتحادية تحترم تعهداتها بالنسبة للعواقب الأخلاقية للدمار الذي تسبب به الألمان في بولونيا وفي مناطق أخرى من الأرض. لهذا أنا مسرور لأنه سوف يُبنى في برلين نصب لضحايا بولندا خلال الحرب العالمية الثانية”. الاتفاقيات التي يتحدث عنها شولتز هي الاتفاقية 2 زائد أربعة لعام 1990 التي تم توقيعها بين الألمانيتين والدول المنتصرة السابقة، وليس فيها أي إشارة إلى موضوع التعويضات.

العنصر الجديد في جواب شولتز هو الإشارة للمرة الأولى إلى الربط بين دفع التعويضات مع إسهامات ألمانيا في الميزانية الاتحادية التي تستفيد منها بولندا ودول أخرى جنوبية وشرقية.

أثينا تراقب الملف باهتمام

تطورات هذا الملف بين بولونيا وألمانيا تتابعها باهتمام كبير أثينا التي تطالب بدورها ألمانيا بتعويضات عن الفترة النازية وما أحدثته من دمار وضحايا في اليونان، وهو مطلب لقي مساندة من اليسار الألماني في الفترات السابقة.

اليونان كانت طالب ألمانيا أكثر من مرة بدفع تعويضات عن الفترة المذكورة، وقدم نشطاء يونانيون مقترحات عديدة لتعويض اليونان عن تلك الفترة تشمل مساعدات تعليمية واجتماعية وغيرها، لكن تلك المقترحات لم تجد طريقها إلى التنفيذ في النهاية.

خيبة الأمل البولندية بالتالي هي خيبة أمل لليونان التي تطمع في حصول أي سابقة أوروبية لدفع تعويضات من طرف ألمانيا لتعيد مطالبتها بتعويضات مناسبة. ولا شك أن الرفض الألماني أرجع الحسابات اليونانية إلى نقطة الصفر.  

المصدر: صحيفة “توفيما” اليونانية + أوروبا الآن.  

اترك تعليقاً