للمرة الثانية عشرة خلال ثلاث سنوات ترسو في ميناء لارنكا السفينة الحربية الفرنسية “أوفيرجن”. الزيارة حظيت بتغطية إعلامية محلية وعالمية واسعة، فيما أشار ربان السفينة ” بول ميرفييه دي فينيو” إلى أن وجودها بطاقمها البالغ 150 رجلاً يشير إلى مدى الأهمية التي توليها فرسنا لهذا القسم من شرق المتوسط. وأكد القبطان الفرنسي رغبة بلاده في أن “تسهم في استقرار المنطقة”. وأضاف الضابط الفرنسي ” لا يمكن أن تكون هناك عمليات بحرية فعالة وقابلة للحياة دون دعم، وقبرص تشكل المركز”.

الحضور المكثف للطيران والبحرية الفرنسيين يشكل دليلاً هاماً على التزام باريس بدعم السيادة القبرصية. في شهر مايو الماضي رست حاملة الطائرات “شارل دي غول” في لارنكا، فيما شكلت السفينة عينها عام 2020 العنصر الأساس لتدريبات واسعة ضمن المنطقة الاقتصادية القبرصية الخالصة.

في حالات كثيرة شاركت قطع بحرية ومقاتلات يونانية في تدريبات مع الجانب الفرنسي. وفي كل سفر لـ “شارل دي غول” نحو السويس أو شرق المتوسط، كانت البحرية اليونانية تقدم فرقاطة أو غواصة لكي تدخل ضمن مجموعة الصدّ التي ترافق حاملة الطائرات. وإضافة إلى مرفأ لارنكا أعطي المجال لتحطّ طائرات رافال الفرنسية في قاعدة بافوس الجوية.  

يذكر أنه في شهر أغسطس 2020، عندما كانت أزمة سفينة التنقيب ” الريس عروج” تتحرك غربًا، كانت طائرتا رافال فرنسيتان تحطان في مطار بافوس في إطار اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك التي تم توقيعها قبل أسابيع قليلة بين باريس ونيقوسيا.

العودة الثابتة للفرنسيين إلى قبرص لها علاقة كذلك بخطة شركة توتال التي  ستبدأ مع شركة إيني الإيطالية عمليات تنقيب في قسم من الحقل البحري رقم 6 من المنطقة الاقتصادية الخالصة خلال الستة أشهر الأولى من عام 2022. من الواضح أن أثينا وباريس ونيقوسيا تدرك أن أنقرة سوف تحاول أن تتدخل بشكل وقائي. وكما كشفت كاثيميريني يوم الأحد الماضي، هناك مخطط في أنقرة للقيام بأبحاث في الحقل رقم 6 الذي يتم التعامل معه كجزء من الجرف القاري التركي. وفي هذه الظروف بدا جليًا أن الحضور الفرنسي في المنطقة يتوقع أن يجري تكثيفه في المدة الزمنية المقبلة.

المعلومات من صحيفة كاثيميريني اليونانية.

اترك تعليقاً