يسود جمودٌ في بروكسيل بخصوص الأزمة السياسية في مقدونيا الشمالية بعد استقالة زوران زائيف، من رئاسة الوزراء. 

فرحيل زائيف – مهندس اتفاقية برسبيس مع اليونان واتفاقية الصداقة مع بلغاريا- من المسرح السياسي في سكوبيه يشكل ضربة واضحة للمسيرة الأوروبية للبلد ويظهر نتائج عجز الاتحاد الأوروبي في الاستجابة لتعهداته أمام غرب البلقان. فالاتحاد الأوروبي – رغم تطلعاته الجيوبوليتيكية الواسعة، يظهر عاجزا حتى عن استيعاب الدول المجاورة له، تاركا المجال مفتوحًا أمام قوى مثل روسيا والصين وتركيا.

كوميسيون تجنبت الرد على سؤال لـ كاثيميريني، حول الوضع في مقدونيا الشمالية ومسؤوليات الاتحاد الأوروبي، بذريعة تغير الوضع. دبلوماسي أوروبي تحدث – دون الكشف عن اسمه – فقال ” في البداية عرقلت اليونان العملية. وبعد اتفاقية بريسبيس الشجاعة وبعدما تمّ إقناع الفرنسيين بدعم العملية، جاء البلغار وأغلقوا الطريق. هذا الأمر، بالنسبة لشخص ثابت في الولاء لأوروبا، له عواقب سياسية داخل بلده”.

يُذكر أنه في اللقاء بين الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان في بردو في سلوفينيا يوم 6 أكتوبر، قادت تحفظات دول مثل فرنسا وهولندا والدنمارك إلى تبني تصريح مشترك يتطرق إلى تعهد بإدماج دول منطقة غرب البلقان، مع ضرورة أن يتم الحفاظ على قدرة الاتحاد على كسب أعضاء جدد. المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التقيا في بردو بالرئيس البلغاري رومين راديف ورئيس وزراء مقدونيا الشمالية زوران زائيف في بردو للضغط على صوفيا لتغيير موقفها. اللقاء لم يسفر عن نتائج.

” لا يمكن أن ننتظر قرارات مباشرة ” من بلغاريا، إذ هناك انتخابات في الانتظار” علقت المستشارة الألمانية ميركل في مؤتمر صحفي. وأضافت أنه يجب أن يتم دعم عملية ضمّ غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي، لأنه ” يجب أن نستطيع التعامل مع ملفات موجودة على عتبتنا لكي تكون لنا مصداقية في المسرح الدولي”.

من جهتها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فوندر لاين” في لقاء  بردو إن عدم صدور قرار ببدء المفاوضات ” يضع سمعتنا وتأثيرنا في المنطقة في خطر”.

البيان المشترك بين الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان يذكر أنه ” يتم التأكيد على تعهد الاتحاد بعملية التوسيع على قاعدة الإصلاحات الموثوقة من طرف الشركاء وحسب عطاء كل بلد”. وفي نهاية الفقرة الأولى بعد مشاورات مكثفة، فقد تمّ – وفقًا  لمصادر دبلوماسية-  إضافة عبارة ” نذكّر كذلك بأهمية أن يحافظ الاتحاد الأوروبي على التنمية فيه وأن يعمقها، ضامنًا القدرة على ضمّ أعضاء جدد”. وكان استعمال كلمة ” توسعة” موضوع جدلٍ واسع ومفاوضات استمرت أسابيع بين أعضاء الاتحاد الأوروبي.

المصدر: صحيفة كاثيميريني اليونانية.

اترك تعليقاً